اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية السابق العماد اميل لحود أن "التصعيد السعودي-الخليجي بوجه لبنان يمهّد لفتنةٍ اسرائيلية يتوجّب التصدي لها باقرار قانون وطني تجري على اساسه الانتخابات النيابية"، مرجّحًا أن يأتي هذا القانون من الخارج لتجري بعد ذلك الانتخابات الرئاسية، "والا نكون فتحنا الباب للفتنة والاصوليين المتطرفين الذين سيجتاحون العالم ككل".
وأشار لحود في حديث لـ"النشرة" الى انّه "وبعد خسارة المشروع الاسرائيلي في سوريا نتيجة صمودها بقائدها وجيشها العقائدي والدخول الروسي لدعم هذا الصمود، ارتأت اسرائيل العودة للعبث بالوضع اللبناني"، لافتا الى ان تحميل وزير الخارجية جبران باسيل مسؤولية ما آلت اليه العلاقات اللبنانية – الخليجية، "ليس بمكانه على الاطلاق ويهدف لالهاء الناس عن الاسباب الحقيقية التي تقف خلف القرارات الخليجية الأخيرة".
وأوضح انّه "وبحسب القناة العاشرة الاسرائيلية، زار وفد اسرائيلي رفيع المستوى السعودية قبل أسابيع قليلة من التصعيد الخليجي بلبنان، وهو ما يفسّر تسلسل الأحداث التي جاءت من ضمنها أيضًا عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى لبنان كما يبدو لتنفيذ مهمة سعودية، الا أنّه حاليا يسعى للتراجع بعدما رأى المستوى الذي وصل اليه التصعيد".
ولفت لحود الى ان المشاكل ليست مستجدة على الدول العربية والخليجية، مذكرا بالقمة العربية التي انعقدت في في بيروت في العام 2002 للاتفاق على مبادرة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز للسلام، مشيرا الى انّه بوقتها بذل "جهودا جبارة لضم بند يتحدث عن حق العودة ومنع التوطين في حين كان معظم رؤساء الدول يسيرون بالمبادرة راضين حتى بعدم التلميح الى هذه المسلمات ومن بينهم الرئيس الفلسطيني في وقتها ياسر عرفات".
مزايدة وطنية
ورأى لحود أن "اسرائيل منزعجة كونها اعتقدت أنّها قادرة على أن تأخذ بالربيع العربي ما لم تأخذه بالحرب، فلم تنجح رهاناتها، لذلك ها هي تسعى لافتعال فتنة في لبنان منذ أكثر من سنة وقد نبّهت المعنيين من ذلك وأولهم حزب الله"، مشددا على ان "التصدي للفتنة يكون عبر قانون انتخاب وطني يجمع ولا يقسّم كما يفعل القانون الحالي، ويتعاطى مع لبنان على أساس دائرة واحدة مع النسبية". وأكد أنّ "اقرار قانون جديد للانتخاب حاليا أهم من انتخاب رئيس، باعتبار ان ما يتهددنا أكبر مما كان يخطط لنا عند اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري".
وأوضح لحود ان "قانون الانتخابات الحالي يجعل النواب يزايدون على بعضهم البعض مذهبيا كي يضمنوا اعادة انتخابهم، اما اقرار قانون وطني سيجعلهم يزايدون على بعضهم البعض وطنيا وهذا ما نسعى اليه".
سبب خراب لبنان
واعتبر لحود أن "سياسة النأي بالنفس واعلان بعبدا هما سبب خراب لبنان، فاذا بنا غير قادرين على ايجاد حل للنفايات، ونتناسى أن لدينا عساكر مختطفين لدى تنظيم داعش الارهابي"، مستغربا عدم اللجوء لعمل عسكري لاعادتهم الى بلادهم.
واستهجن ربط مساعدات الجيش بالهبات السعودية والأميركية حصرًا، متسائلا عن سبب عدم قبول المساعدات والسلاح من روسيا وايران. ونبّه إلى أنّ "التهديد بتوقيف اللبنانيين عن العمل في السعودية سينعكس أولا على السعودية نفسها"، متمنياً "لو أنّ الأموال التي تدفعها الرياض للسياسيين لتنفيذ أجندتها كانت تُدفع للقيام بمشاريع تؤمن العمل للشباب اللبناني".
لا غطاء دولي
واستغرب لحود الحديث عن "غطاء دولي يحمي لبنان"، مؤكدا أن "لا غطاء من هذا النوع بل قرار سابق بتحييد لبنان لاستخدامه ممرًا للدخول الى سوريا وهو ما حصل فعليًا حينما بدأ السلاح يمر الى سوريا من بوابة لبنان لاعتبارهم بوقتها ان الرئيس السابق ميشال سليمان هو حليف لهم".
وشدد على أنّه "اذا كانت دول العالم فعليا تريد مواجهة التكفيريين، فيجب التصدي لهم أولا في لبنان وسوريا، لأن خلاف ذلك سيجعلهم يهددون كل هذه الدول، وهو ما أثبتته أحداث باريس الأخيرة".
ورأى أنّه "لو لم تتدخل روسيا الى جانب النظام السوري بعدما تأكدت من قدرته وصموده، لتكررت مع مسيحيي لبنان تجربة معلولا".
واذ استبعد انتخاب رئيس للبلاد في المدى المنظور حتى اتضاح المشهد العام في سوريا، قال ردا على سؤال: "ميشال سليمان غير موجود بالنسبة الي، هو و(الوزير السابق) شارل رزق، باعتبار ان الشخص يمكن ان يطعنني بظهري مرة واحدة فقط".
تصوير محمد سلمان